أخر الأخبار

الجزائر … أول “لا” في وجه مشروع محمد بن زايد

وزير الظل الإماراتي

بوابة الجزائر الإخبارية: حين انفجرت المنطقة في 2011، كان كل شيء يتغير: أنظمة تنهار، حشود في الميادين، وخرائط يعاد رسمها.

‏في ذلك المشهد، قرر محمد بن زايد – بناء على معطيات ربما أشرحها لكم لاحقا – أن يقود مشروعًا مضادًا:

‏مشروع قائم على رؤية ملخصها أن في الهزة التي حدثت فرصة لتثبيت أنظمة مطيعة تُبنى على أنقاض الثورات التي من السهل هزيمتها لحداثة تجربة أصحابها وقلة خبرتهم.

‏لم تكن الأنظمة التي أزاحتها أو أضعفتها الثورات تابعة لبن زايد وكان وزنه ضئيلا في المنطقة.. ولذلك قرر في اللحظة الأولى موقفا رافضا للثورات رفضا قطعيا، لا دعما للأنظمة السابقة لكن لأنه بدأ يرى فرصته في الحصول على الريادة والقيادة والتأثير والسيطرة التي كانت حلما يراوده منذ صغره.

‏وفي وقت قياسي دفع عملائه وتدخل في تونس، في السودان، في اليمن، ليبيا، مصر، سوريا، في كل مكان… بالمال، بالسلاح، بالإعلام، بشراء الذمم بكل الوسائل غير النظيفة.

‏وكان ينجح، لأن كل من قبلوا التعاون معه خضعوا خضوعا كليا.

‏لكن الجزائر كانت مختلفة.

‏راقبت بصمت.
‏لم تُشجع الثورات، ولم تنقلب عليها.
‏لكنها أبقت قرارها في الداخل، ورفضت أن تكون أداة بيد أحد.

‏ثم جاءت ليبيا… وهنا وقعت أول صدام مباشر بين مشروع أبوظبي والعقيدة الجزائرية.

‏حين قررت الإمارات أن تحسم المشهد الليبي لصالح خليفة حفتر،
‏موّلته، سلّحته، دعمت هجومه على طرابلس بطائرات مسيرة، وبمرتزقة من السودان وتشاد…
‏واعتقدت أن العاصمة ستسقط خلال أيام.

‏لكن الجزائر قالت: طرابلس خط أحمر.
‏حذّرت، أرسلت إشارات، ثم دعمت حكومة الوفاق، واستدعت فايز السراج، وأعلنت أن الأمن الليبي جزء من أمنها.

‏كان ذلك أول كسر فعلي لمخطط إماراتي في المنطقة.

‏منذ تلك اللحظة، فهم بن زايد شيئًا واحدًا:
‏أن الجزائر ليست عصية وحسب… بل تملك عقيدة مختلفة بالكامل.

‏لا تقبل بالتحكم الخارجي، ولا تسكت عن الفوضى، ولا ترضى أن تحكمها غرفة عمليات من الخارج… ولو كانت من أبوظبي.. بل هي مستعدة للوقوف في وجه مشروع بن زايد إذا مس أمنها القومي ولو خارج حدودها .. وهذه أول دولة تواجه بهذا الشكل .. غير راهبة لسيف بن زايد ولا خاضعة لذهبه.

‏ومنذ “لا” ليبيا… بدأت نظرة بن زايد تتغير تجاه الجزائر:
‏لم تعد دولة مراقبة… بل عقدة دائمة في طريق مشروعه.. الذي يهدف للسيطرة على المنطقة العربية بالكامل ليس عبر أنظمة موالية له وحسب .. بل أنظمة تابعة ..

‏ومن هو اليوم نظام حليف للإمارات فالخطة أن يصبح غدا منقادا مأمورا معدوم الإرادة.. وإن لم يكن غدا فبعد غد..

‏الغالبية العظمة من الدول تسير وفق مخططه .. لكن الجزائر على رأس من أدركوا اللعبة .. وقالوا لا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى