أخر الأخبار

الجزائر توجه ضربة مزدوجة للإمارات والمغرب

الجزائر تفشل محاولة “طاقة” الإماراتية للاستحواذ على “ناتورجي” الإسبانية: حماية مصالحها الاستراتيجية

بوابة الجزائر الإخبارية : تطور لافت يعكس عمق التنافس الإقليمي في قطاع الطاقة، نجحت الجزائر في إحباط محاولة شركة “طاقة” الإماراتية للاستحواذ على شركة “ناتورجي” الإسبانية، وهي إحدى أكبر شركات توزيع الغاز والطاقة في إسبانيا. هذه الخطوة، التي أثارت جدلاً واسعاً، تكشف عن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية بين الجزائر والإمارات، خاصة في ظل الدور الاستراتيجي الذي تلعبه الجزائر كمورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا، والحساسيات المرتبطة بإمدادات الطاقة إلى المغرب.

في أبريل 2024، أعلنت شركة “طاقة” الإماراتية، وهي شركة مملوكة بنسبة كبيرة لشركة أبوظبي التنموية القابضة، عن مفاوضات للاستحواذ على حصة كبيرة في شركة “ناتورجي” الإسبانية، التي تمتلك حصة 49% في خط أنابيب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر البحر المتوسط. هذا الخط يعتبر شرياناً حيوياً لنقل الغاز الجزائري إلى أوروبا، حيث تعد الجزائر المورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا، متقدمة على الولايات المتحدة وروسيا بنسبة 27.3% من إجمالي الطلب الإسباني.

وفقاً لتقارير إعلامية إسبانية، كانت “طاقة” تسعى لشراء حصص من المساهمين الرئيسيين في “ناتورجي”، وهما صندوقا الاستثمار “جي آي بي” و”سي في سي”، اللذين يمتلكان حوالي 40% من أسهم الشركة. الهدف الإماراتي كان واضحاً: السيطرة على “ناتورجي” لتعزيز النفوذ في سوق الغاز الأوروبي، والاستفادة من البنية التحتية لخط “ميدغاز”، مع إمكانية توجيه الغاز الجزائري إلى المغرب عبر إسبانيا، وهو ما يتعارض مع السياسة الجزائرية التي تحظر تصدير غازها إلى المغرب منذ إغلاق خط أنابيب “المغرب العربي-أوروبا” في أكتوبر 2021.

لم تتأخر الجزائر في الرد على هذه المحاولة، حيث هددت بقطع إمدادات الغاز عن “ناتورجي” في حال اكتمال الصفقة مع “طاقة”. هذا التهديد كان له وزن كبير، نظراً لأهمية الجزائر كمورد رئيسي للغاز إلى إسبانيا، ولعلاقتها الاستراتيجية مع “ناتورجي”، الشريك الأول لشركة “سوناطراك” الجزائرية في تصدير الغاز وإدارة خط “ميدغاز”. الجزائر اعتبرت أن سيطرة الإمارات على “ناتورجي” ستشكل تهديداً لمصالحها الاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل التوترات مع المغرب والإمارات، التي يُنظر إليها كداعم للرباط في عدة قضايا إقليمية خاصة عقب انخراط أبوظبي والرباط في تطبيع مذل مع إسرائيل

وفقاً لتقارير، الجزائر لم تكتفِ بالتهديد، بل مارست ضغوطاً دبلوماسية على الحكومة الإسبانية، التي استجابت بدورها باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد الصفقة، مستندة إلى قانون مكافحة الاستحواذ على الشركات الاستراتيجية. الحكومة الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، أبدت حرصاً على الحفاظ على علاقتها مع الجزائر، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية السابقة الناتجة عن تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء الغربية.

في 11 يونيو 2024، أعلنت “طاقة” رسمياً انسحابها من مفاوضات الاستحواذ على “ناتورجي”، مشيرة إلى فشل المناقشات مع المساهم الرئيسي “كرايتيريا كايكسا”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. لكن مصادر إعلامية وتحليلات تشير إلى أن الضغط الجزائري كان العامل الحاسم في إفشال الصفقة. تقارير إسبانية أكدت أن الحكومة الإسبانية اشترطت على “طاقة” تقديم ضمانات مالية بقيمة تزيد عن 10 مليارات دولار لتعويض أي توقف محتمل للغاز الجزائري حتى عام 2032، وهو ما رفضته الإمارات.

إضافة إلى ذلك، كشفت تسريبات عن تنسيق إماراتي-مغربي محتمل لضمان إمدادات الغاز إلى المغرب عبر إسبانيا، وهو ما اعتبرته الجزائر “مناورة جيوسياسية” تهدف إلى تقويض سيادتها على مواردها الطبيعي،. هذا العامل زاد من حدة الموقف الجزائري، الذي رأى في الصفقة تهديداً مباشراً لمصالحه الاستراتيجية.

إفشال هذه الصفقة يعزز مكانة الجزائر كلاعب رئيسي في سوق الغاز الأوروبي، حيث تواصل تصدر قائمة الموردين إلى إسبانيا. كما يبرز قدرتها على حماية مصالحها الاقتصادية من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي. من جهة أخرى، يمثل هذا الفشل ضربة للطموحات الإماراتية في تعزيز نفوذها في سوق الطاقة الأوروبي، ويعكس التحديات التي تواجهها في ظل التوترات الإقليمية مع الجزائر

بالنسبة لإسبانيا، فإن الحفاظ على شراكتها مع الجزائر يعكس حرصها على استقرار إمدادات الطاقة، خاصة في ظل الأزمات العالمية التي تشهدها أسواق الطاقة. أما المغرب، فقد تلقى هذا التطور بصدمة، حيث كان يأمل في الاستفادة من الغاز الجزائري عبر إسبانيا، بعد توقف خط أنابيب “المغرب العربي-أوروبا”.

نجاح الجزائر في إفشال محاولة “طاقة” الإماراتية للاستحواذ على “ناتورجي” يعكس قوتها الاستراتيجية في سوق الطاقة العالمي، وحرصها على حماية مصالحها الاقتصادية والسياسية. هذه الخطوة ليست مجرد انتصار اقتصادي، بل رسالة واضحة بأن الجزائر لن تسمح بالتلاعب بمواردها أو تحويلها لخدمة أجندات إقليمية معادية. في الوقت ذاته، تبرز هذه الأزمة تعقيدات التنافس الإقليمي في شمال إفريقيا، حيث تلعب الطاقة دوراً محورياً في رسم العلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

‫22 تعليقات

  1. المغرب ليس مبال بهذه الصفقة لانه وبكل بساطة ليس لديه اي مشكل في توريد الغاز ولا يعاني من اي نقص في من هذه المادة فالمغرب يوفر لمواطنيه هذه المادة وبكثرة ولم يسبق ان عانى المواطن المغربي من نقص في الطاقة عموما عكس البلد المنتج لهذه المادة فشعبه وخصوصا سكان المداشر لا تصلهم مادة الغاز في بعض الاحيان فالى صاحب المقال يجب عليك قبل كتابة هذا المقال ان تزور البلدان الثلاتة التي ذكرتها في مقالك حتى يتسنى لك التباهي ببلدك

  2. ههههه المغرب عقدتكم الابدية شفاكم الله من هاته العقد المغرب المغرب المغرب…… ههههه اصبحتم اضحوكت العالم… لايمكنكم العيش بدون المغرب. تبنون شرعيتكم المفقودة على اسطوانة المغرب فعل المغرب ترك ههههه نزلت
    ما نيش راضي على حكم العسكر مجرم العشرية السوداء و أزلامه من الصحافة المؤجورة أمثالكم

    1. الجزائر مطوقة من كل جهة
      أصبحت كما قال أحدهم من المحللين اللبنانيين تمتهن صناعة الأعداء
      مطوقة في الساحل الإفريقي و من لدن الدول العربية كافة
      فرنسا وضعت الديبلوماسية الجزائرية في خندق
      كينيا إعترفت بموقف المغرب ألجأد
      بيترول الجزاءر لا ينفع في شيء
      أما الإمارات فهي دولة عظيمة
      وإمكاناتها أكبر بكثير. من الجزاء
      L’Algérie agonise le jour de fin n’est pas très loin

    1. لقد وقعت ازمه دبلوماسيه بين اسبانيا و النضام الجزائري سببها اعتراف الاولى بمغربية الصحراء. وقد قام النضام بالتهديد و الوعيد الا انه باء بالفشل وعاد البيت الطاعه. انها اسبانا.
      اليوم اصبح النضام يركع و يغير عل كل من يدخل سوق اسبانيا ولو بارخص الاتمان

  3. هوياتكم الأكاذيب السرقات مكروهين عند العرب الأفارقة بافعالكم وتصرفاتكم الصبيانية مرضى بكل ماهو مغربي لايمر يوم بدون المروك المروك القجع المخزن كل الدول لكم مشاكل معها لان من يحكمونكم عسكر سياسته كالاطفال لايتقن الدبلوماسية أيامكم َ معدودة اما العشرية السوداء الثانية او إ الانقلابات العسكرية لم تعطي للشعب الجزائري المغلوب المقهور عن أمره اي حقوقه رغم وجود البترول والغاز طززززززززززززز

  4. وطني الجزائر، من لا يعرفه؟ بلد الشّجعان و الحرائر، بلد المليون و نصف المليون شهيد، مساحته شاسعة، مناظره خلابة، تضاريسه متنوعة، عاداته و تقاليده مختلفة. شمسه الدافئة تراقصني و تبعث الأمل و الطمأنينة في نفسي. و هو بوابة افريقيا بفضل موقعه.

  5. ههههههههههههه الكابرانات وعاءيلتهم في الخارج والذين لايعرفون اين توجد الجزائر يتبحبحون بالبحبوحة البترولية والغازية الجزائرية ودباب المرادية من درجة البغال والحمير مثلكم همهم الوحيد والاوحد هو المغرب ههههههه. هل مزال الجزائريين يصلون صلاة المغرب لأن الكابرانات سيمنعونهم من صلاة المغرب اجيلا أم عاجلا هههههههه ؟؟؟؟ الجزائر بلد غني وشعب فقير ومقموع ومدلول. بعد تصنيف رظيعتكم المدللة البوليزاريو منظمة ارهابية، انتضروا حرب أهلية ستطول لعقود طويلة لانكم ربيتم الجزائريين على العيش مرافقة عدو ما، فا من الطبيعي المواطن سيكون امام مواطن جاره او شقيقه هو العدو . آلله يشافيكم من مرض المروك

  6. المروك المروك المروك المروك المروك الشهضا الشهضا الشهضا الشهضا الشهضا المؤامرة المؤامرة المؤامرة المؤامرة الجزائر مستهدفة الجزائر مستهدفة الجزائر مستهدفة سبحان الله سبحان الله المروك المروك المروك المروك. العسكر سيمنع صلاة المغرب. الجزائر أضعف دولة في العالم . المغرب راه في صحراءه وإذا كنتم فعلا قوة ضاربة، فتقدموا وحررو حبة رمل واحدة واعطوها لمن جمعتهم من الخلا والكفار والذين يكدسون الأسلحة التي ستسقط على رؤوس الجزائريين اجيلا أم عاجلا.

  7. الجزائر تبدع .و تبيد اي فرصة عربية للسيطرة و الضغط على أوروبا. فهي تحب و تساهم بشكل كبير في جعل العالم العربي تحت أقدام الغرب ،شكرا أيتها الجارة ،فبسببك اعتمدنا على أنفسنا و طورنا اقتصانا و بنيتنا التحتية .بدون مساعدة منكم ،و ناسف كتيرا على اخواننا الدين يعيشون تحت نضام العسكر دو الأفكار السوفياتية، الدين يستغلون الوضع لمص تروات البلد المغتصب ،
    نضام العسكر
    يدعي العروبة اكتر من العرب أنفسهم و هو بلد امازيغي باستتناء العاصمة
    يدعي الإسلام و هو اصل الفتن و التفرقة العربية ( بوليساريو/المغرب.ازواد/مالي. …سوريا و ليبيا و مصر و تونس موريتانيا .السودان )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى