أخر الأخبار

الجزائر تتحدى فرنسا..تفضلوا ونفذوا تهديداتكم

الجزائر وجهت إلى العدالة الفرنسية 51 إنابة قضائية دولية دون استجابة

بوابة الجزائر الإخبارية : رسمت تسريبات ” ليكسبرس” مشهدا كاريكاتوريا في فرنسا بلد التناقضات، وفي سقوط فرنسي إلى “القاع ” يتجاوز حدود السخرية إلى مستنقع الدعارة الدبلوماسية، تواصل باريس، بكل ما أوتيت من غطرسةٍ وانحطاط سياسي وإعلامي تسيير علاقتها مع الجزائر عبر تسريباتٍ تحت الطلب مصدرها مكاتب DGSI و DGSE وهو ما كشف زيفَ ادعاءاتها وهشاشةَ موقفها

على فرنسا تنظيف إسطبلاتها أولا !

وجّهت الجزائر 51 إنابة قضائية دولية إلى فرنسا وطلبت تسليم عدّة مُدانين بجرائم الفساد، من دون أي استجابة من السلطات الفرنسية وفق ما كشفته وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية يوم الخميس ,ردّا على ما قالت صحيفة “ليكسبرس” الفرنسية إنه تسريبات حول “تحضير السلطات الفرنسية لقرار يقضي بتجميد أصول مسؤولين جزائريين في فرنسا”

تواصل الدوائر الفرنسية تسيير العلاقات الجزائرية-الفرنسية عبر تسريباتٍ منظّمة بمنتهى الارتجال وسوء الحنكة، دون إظهار أدنى ما يقتضيه المقام من تدارك وتصحيح للمسار.

تقول الجزائر، شعبًا وحكومةً ومؤسسات، لهؤلاء: “تفضلوا ونفذوا ما تتحدثون عنه!”

لقد بلغت فرنسا، التي طالما تغنت بـ”عراقة” دبلوماسيتها، دركًا سحيقًا لم يسبق لها أن غرقت فيه من قبل.

صحيفة “لكسبريس” الفرنسية، بمباركةٍ واضحة من دوائرَ رسمية في الإليزيه والكيدورسيه ، تُطلق بالونةً جديدةً من التهديدات الفارغة، زاعمةً أن فرنسا تُحضّر لـ”تجميد أصول مسؤولين جزائريين

يا للعجب! فرنسا، التي فشلت في إدارة أزماتها الداخلية، تتوهم الآن أنها قادرة على ابتزاز الجزائر، شعبًا وحكومةً ومؤسسات، بهذه التهديدات الرخيصة.

هل هذه هي الدبلوماسية التي تتباهى بها فرنسا؟ أم أنها مجرد استعراضٍ عضليٍّ متهافتٍ يخفي وراءه عجزًا مزمنًا عن مواجهة الحقائق؟

لم تنحدر فرنسا في تسييرها علاقتها مع الجزائر يومًا إلى هذا الدرك السحيق. ولم يسبق لها أن لامست هذا الحد من الهواية والارتجال. ولم تبلغ قط من قبل هذه القمة في انعدام الجدية. ومرةً أخرى

إن هذه التسريبات، التي لا تثير في الجزائر سوى الازدراء والسخرية، ليست سوى حلقةٍ جديدةٍ في مسلسل الهواية والارتجال الذي أتقنته الدوائر الفرنسية.

مسؤولون فرنسيون، يتخبطون في أزماتهم الداخلية ويلهثون وراء مكاسب سياسية شخصية، يجدون في الجزائر مادةً خصبةً لتغذية أوهامهم وصناعة انتصاراتٍ وهمية.

تضع السلطات الفرنسية المعنية نفسها موضع المتواطئ في كل هذه الممارسات الخارجة عن القانون. وإن كان الأمر يتعلق بتنظيف إسطبلات أوجياس، فلتبدأ فرنسا بتنظيف إسطبلاتها أولًا، عسى أن يكفل لها ذلك كسب قسط من المصداقية والجدية، وهي أحوج ما تكون إلى ذلك في هذا الظرف بالذات.

لكنهم، في غمرة هوسهم، يخاطبون جزائرَ لا وجود لها إلا في خيالاتهم المريضة: جزائر “النظام” و”النخبة الحاكمة”، تلك الصورة المشوهة التي يحاولون فرضها على شعبٍ يعرف كيف يدافع عن كرامته.

الجزائر الحقيقية، التي يرفضون رؤيتها، هي تلك التي وقفت بكل شجاعةٍ وثباتٍ تطالب فرنسا بالوفاء بالتزاماتها القانونية والقضائية. هي الجزائر التي تقدمت بـ51 إنابة قضائية دولية إلى العدالة الفرنسية، فلم تجد سوى الصمت المطبق.

هي الجزائر التي طالبت بتسليم المُدانين بالفساد ونهب الأموال العامة، فاصطدمت بجدارٍ من التواطؤ الفرنسي.

هي الجزائر التي دعت، مرارًا وتكرارًا، إلى تفعيل التعاون القضائي لملاحقة الممتلكات المكتسبة بطرق غير مشروعة، لكن فرنسا، التي تتشدق بالشفافية، آثرت أن تغض الطرف وتحمي الفاسدين في أحضانها.

يا للمفارقة! فرنسا، التي تُهدد اليوم بـ”تجميد أصول“، هي ذاتها التي تحولت إلى ملاذٍ آمنٍ للأموال المنهوبة، وملجأٍ للفارين من العدالة.

فرنسا ملاذ الفارين وفي مقدمتهم عبد السلام بوشوارب

إنها فرنسا التي تتستر على الفساد باسم “حقوق الإنسان”، بينما تُطلق تهديداتٍ جوفاء ضد الجزائر التي تقاوم محاولات الابتزاز. إذا كانت فرنسا جادةً في حديثها عن “تنظيف”، فلتبدأ بإسطبلاتها الخاصة، التي تفوح منها رائحة التواطؤ والنفاق.

فلتبدأ بتسليم المطلوبين، ولتستجب للإنابات القضائية، ولتثبت أنها تملك ذرةً من المصداقية التي تدعيها.

إن الجزائر، بشعبها ومؤسساتها، لا تخشى تهديداتكم الفارغة، يا فرنسا. تفضلوا، نفذوا ما تتوعدون به، وستجدون أمامكم شعبًا لا ينحني ودولةً لا تُرهب. إن محاولاتكم لتشويه صورة الجزائر، والعودة إلى أساليب الاستعمار القديم بثوبٍ جديد، لن تجدي نفعًا.

الجزائر التي تحلمون بها قد ولت إلى غير رجعة، وما تبقى هو جزائرٌ عزيزةٌ، تقاوم، وتنتصر بكرامتها وثباتها.

فإذا كنتم تبحثون عن معركةٍ لتغطية فشلكم، فابحثوا عنها في مكانٍ آخر، لأن الجزائر لن تكون مادةً لمناوراتكم السياسية الرخيصة.

الجزائر تنتظر من فرنسا فعلاً، لا كلامًا، وعدالةً، لا تسريباتٍ. فهل ستظل باريس عالقةً في مستنقع هوسها وحنينها إلى الجزائر الفرنسية، التاريخ يسجل، والجزائر تراقب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى