قافلة تونسية جزائرية ليبية لكسر الحصار عن غزة

بوابة الحزائر الإخبارية: في لحظة تاريخية تحمل في طياتها رمزية عميقة، انطلقت “قافلة الصمود” من تونس والجزائر، في مبادرة إنسانية غير مسبوقة تجمع شعوب شمال أفريقيا – تونس والجزائر وليبيا – تحت راية التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

هذه القافلة، التي تنظمها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” بالتعاون مع تحالفات دولية، تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المستمر، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

رحلة تضامن عابرة للحدود

انطلقت القافلة في توقيت متزامن من تونس والجزائر بمشاركة نحو ثلاثة متطوع، بينهم نشطاء، أطباء، حقوقيون، وشباب يمثلون مختلف شرائح المجتمع. وفي الوقت ذاته، انضمت قافلة “الصمود الأولى” من الجزائر، تضم أكثر من 200 مشارك، من بينهم برلمانيون ودبلوماسيون، لتلتقي بالقافلة التونسية في مدينة باجة، قبل أن تتوجه المجموعة عبر ليبيا وصولاً إلى معبر رفح الحدودي من الجانب المصري.

القافلة ليست مجرد مسيرة لنقل المساعدات، بل هي تعبير شعبي عن رفض الصمت إزاء معاناة أهل غزة، الذين يواجهون حصاراً وحشياً وحرباً أودت بحياة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.

وفقاً لمنظمي القافلة، فإن الهدف الأساسي هو “إيصال رسالة ضمير حي من الشعوب العربية إلى الضمير الدولي الغائب”، مع الضغط لفتح معبر رفح وإدخال آلاف الأطنان من المساعدات المكدسة في العريش ورفح.

رمزية المبادرة وتحدياتها

تكمن أهمية قافلة الصمود في رمزيتها السياسية والأخلاقية، أكثر من كونها مجرد مبادرة إغاثية. ففي ظل انكفاء رسمي عربي وصمت دولي، تأتي هذه القافلة لتؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال نابضة في وجدان الشعوب. وكما يقول الناشط التونسي نبيل شنوفي، أحد المتحدثين الرسميين باسم القافلة: “نريد أن نوصل رسالة للفلسطينيين بأن إخوانهم في المغرب العربي معهم قلباً وقالباً”.

ورغم التحديات اللوجستية والسياسية التي تواجه القافلة، مثل تنسيق العبور عبر الحدود والحصول على تأشيرات من السلطات المصرية، أكد المنظمون أن التنسيق مع السلطات التونسية والليبية والمصرية يسير بسلاسة. ومن المخطط أن تبقى القافلة في محيط معبر رفح لمدة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام، حسب الظروف، للضغط على فتح المعبر والسماح بدخول المساعدات.

تحرك جزائري تونسي ليبي

ما يميز هذه المبادرة هو التعاون المغاربي اللافت بين تونس والجزائر وليبيا،

فالقافلة تمثل لحظة نادرة من الوحدة الشعبية، تعيد إحياء روح نضال شمال أفريقيا المشترك.

صرخة في وجه العجز

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي خلّف أكثر من 16 ألف طفل شهيد ودماراً شبه كامل للبنية التحتية في غزة، تأتي قافلة الصمود كمحاولة لكسر رواية “العجز” التي تسيطر على المشهد العربي. إنها صرخة ضمير في وجه عالم يتجاهل معاناة الفلسطينيين، ورسالة تذكير بأن الشعوب، رغم محدودية إمكاناتها، لا تزال قادرة على الفعل والمقاومة، ولو بالرموز.


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى