منع الأضحية في المغرب : إذلال ممنهج

✍️ محمد قنديل :
حين يُمنع شعب بأكمله من شعيرة دينية عظيمة مثل الأضحية << ليس بسبب كارثة طبيعية أو ظرف طارئ >> بل بسبب فشل إقتصادي مقصود، وفساد مُمنهج، وإحتكار السوق من طرف مافيا القصر وحواشيه… فإن الأمر لا يتعلق فقط ” بضائقة مالية “، بل
” بتجريد من الكرامة “، وقطع رابط ديني وروحي بين الناس وربهم، تمامًا كما يُجَرَّد المعتقل من مصحفه وصلاته.
غزة : المجزرة التي شارك فيها الصامتون
ما يحدث في غزة هو أكثر من إبادة، هو تحطيم لمعنى الإنسانية، وجريمة تُرتكب على مرأى ومسمع من ” عالم متواطئ “، يتغنّى بحقوق الإنسان نهارًا ويمنح القنابل للفاشية الإسرائيلية ليلًا.. ومع ذلك، يصمد هناك شعب عارٍ من كل شيء إلا من الإيمان والعزة.
هل نهنئ أم نعزي ؟؟
السؤال الحقيقي ليس : ” هل نحتفل؟؟ “، بل “ما معنى العيد حين يُسحق الإنسان، وتُدفن الكرامة، ويُصادر الدين؟؟ “.
من جهة أولى، نفرح بالعيد كرباطٍ ديني، وكعهدٍ نجدد فيه الأمل رغم الألم، لأنه لا يجوز أن نمنح الطغاة فرصة لقتل أرواحنا بعد أن صادروا أرزاقنا.
ومن جهة ثانية، نُعزّي أنفسنا، لا بخنوع، بل بإدراكٍ مؤلم أن واقعنا لا يُبشّر إلا بمزيد من الخراب إن بقينا كما نحن.
إذن العيدُ هذه السنة ليس إحتفالًا… بل حدادٌ داخلي ممزوجٌ برجاءٍ لا ينكسر
نُعزّي أنفسنا على غزة…
نُعزّي أنفسنا على وطنٍ بلا عدل ولا دين…
لكننا لا نُهنئ أنفسنا إلا بالثبات، والصبر، والتجذّر أكثر في مشروع التحرر الشامل، من فاس إلى رفح، من سلاسل السجون إلى خيام الشتات.
كل عام وأنتم قابضون على الجمر… لا منتشون بالخنوع.
كل عام ونحن أقرب لزمن تنقلب فيه الموازين، وتعلو فيه راية الشعوب، لا راية الملوك السفاحين.