ميناء جزائري جديد.. نحو تعزيز مكانة الجزائر كمركز تجاري عالمي


بوابة الجزائر الإخبارية: في خطوة استراتيجية تؤكد طموح الجزائر لتطوير بنيتها التحتية وتعزيز مكانتها كبوابة تجارية رئيسية في حوض البحر الأبيض المتوسط، أعلن عبد الكريم غزال، الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية “ساربور”، عن خطة لتغيير موقع ميناء الحمدانية المركزي الكبير. هذا المشروع الضخم، الذي كان مقررًا في الأصل إقامته بمنطقة الحمدانية في بلدية شرشال بولاية تيبازة، سيتم نقله إلى موقع جديد في ولاية بومرداس، شرق العاصمة الجزائرية.

يُعد ميناء الحمدانية أحد أهم المشاريع الاقتصادية في الجزائر، حيث يهدف إلى أن يكون واحدًا من أكبر الموانئ في البحر الأبيض المتوسط، باستثمار يُقدر بحوالي 5 مليارات دولار. الموقع الجديد في بومرداس يُتوقع أن يوفر مزايا لوجستية وبيئية محسنة، مما يعزز كفاءة العمليات المينائية ويسهل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية. هذا التغيير يعكس حرص الجزائر على تحسين التخطيط الاستراتيجي لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع الواعد.

من المتوقع أن يسهم ميناء الحمدانية في تعزيز حركة التجارة البحرية، حيث سيتم تصميمه لاستقبال السفن الكبيرة وتسريع وصول البضائع والسلع إلى الجزائر ودول إفريقيا المجاورة. كما سيعمل الميناء على تقليص آجال إقامة السفن ومرور البضائع، مما يدعم استراتيجية تطوير الموانئ الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع آلاف فرص العمل للشباب الجزائري، خاصة في مجالات اللوجستيات، النقل البحري، وإدارة الموانئ، مما يعزز التنمية الاقتصادية المحلية.

يأتي هذا المشروع في إطار رؤية الجزائر لتطوير بنيتها التحتية، حيث تعمل بالتوازي على تحسين موانئ أخرى مثل ميناء جن جن بولاية جيجل، الذي أصبح مؤخرًا قطبًا مهمًا لتبادل السلع في المنطقة. كما يؤكد نقل موقع ميناء الحمدانية على التزام الجزائر بالحفاظ على سيادتها الاقتصادية مع فتح آفاق جديدة للاستثمار الأجنبي، بما يتماشى مع متطلبات السوق العالمية.

إن ميناء الحمدانية ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق طفرة اقتصادية، تعزز مكانة الجزائر كمركز تجاري ولوجستي عالمي، وتفتح آفاقًا واعدة للتنمية المستدامة والازدهار.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى